Quantcast
Channel: د. جاسم المطوع
Viewing all 49 articles
Browse latest View live

متى تتخلى عن زواجك؟

$
0
0

من أصعب القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته قرار الانفصال؛ لأنه مؤلم ومحير ونتائجه المستقبلية مجهولة، ولكن مع هذا كله يكون التخلي عن الزواج أحيانا أفضل من الاستمرار فيه، ومن خلال تجربتي في حل المشاكل الزوجية وتصميم برامج للمقبلين على الطلاق وجدت أن هناك ست حالات يكون قرار الانفصال فيها مقدما على الاستمرار، إلا لو رغب الطرفان في الاستمرار فيكون هذا قرارهما وعليهما تحمل نتائج هذا القرار.

فالحالة الأولى عندما يكون زواجك سببا في عزلك عن أهلك وأصدقائك وحتى عن نفسك، ففي هذه الحالة صار الزواج سجنا وليس زواجا، فالزواج الصحيح لا يمنع التواصل والزيارة مع الأهل والأصدقاء ولا يكون سببا في إهمال النفس وعدم تحقيق رغباتها، فالزواج يشجع على صلة الرحم وهو في الأساس ارتباط بين عائلتين فهو باب من أبواب السعادة النفسية والعائلية، فعندما يصل لمرحلة العزل عن الأهل والنفس والأصدقاء هنا ينبغي أن يعيد الزوجان النظر في زواجهما.

الحالة الثانية عندما يطلب أحد الطرفين من الآخر أن يغير دينه، ففي هذه الحالة صار الزواج أداة من أدوات القهر والتحكم في حرية الآخرين، فمثل هذا القرار يجعل كلا الزوجين يفكر في الانفصال بسبب تحكم أحدهما في دين الآخر والأصل كما قال تعالى (لا إكراه في الدين).

الحالة الثالثة هي حالة العنف المستمر، ومثاله أن يستمر أحد الطرفين في ضرب الآخر ضربا مبرحا ومتكررا، فالأصل في الزواج أن يكون سكنا وأمنا للزوجين وفي حالة تكرار الضرب يصبح الزواج مخيفا ومرعبا، وأعرف أكثر من حالة لزوجات دخلن مستشفى الطب النفسي بسبب خوفهن وهلعهن من ضرب أزواجهن، فالأصل في العلاقة الزوجية أنها تبنى على الاحترام والتقدير والإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، أما تكرار الضرب فهو ينافي الإمساك بالمعروف، فلو خيرنا المرأة بين أن تعيش محترمة من غير زواج أو أن تتزوج مع إهانة وضرب لاختارت عدم الزواج.

الحالة الرابعة القلق من كثرة المشاكل الزوجية، وهذه تحدث في الحالات الزوجية التي تعيش كل يوم مشكلة أو خلافا بين الزوجين، فتكون نفسيتهما إما في مشكلة أو متوقعين حدوث مشكلة، وقد مرت علي حالات كثيرة من هذا النوع فلا يكون الزواج في مثل هذه الحالات سكنا وأمنا وراحة.

الحالة الخامسة الإدمان بكل أنواعه سواء كان إدمانا للمخدرات أو للخمور أو للعلاقات المحرمة بين الطرفين، ففي مثل هذه الحالة يتحول الزواج إلى جحيم بسبب الإدمان، ويكون الزواج في الأساس مرشحا للانفصال، ولكن مرت علي بعض الحالات التي نصحت فيها الزوجين بالاستمرار وعدم الطلاق لأن المدمن كانت عنده نية للتغير وترك ما يدمن عليه، وقد نجحت بعض الحالات بالتخلص من إدمانها واستمر زواجهما والبعض لم ينجح فانتهت إلى الطلاق، أما لو أصر أحد الطرفين على الاستمرار مع رفض المدمن للعلاج فنخبر الصابر بالمشاكل المتوقعة له مستقبلا ثم نترك له حرية الاختيار، أما الحالة السادسة والأخيرة فهي استمرار الخيانات الزوجية، ولعل هذا الموضوع يحتاج لتفصيل أكثر لأن الخيانات أنواع وأشكال وفي بعضها ننصح بالانفصال وبعضها ننصح بالصبر ومحاولة الإصلاح والمسألة تحتاج لتفصيل، فهذه هي الحالات الست التي تجعل أحد الزوجين أو كليهما يفكر بالانفصال، أما ما نشاهده اليوم من سرعة التفكير بالطلاق والانفصال على أقل سبب فهذا تصرف وقرار غير صحيح.


قبل الطلاق.. 14 نقطة مهمة

$
0
0

وردتني تعليقات كثيرة على مقال الإسبوع الماضي الذي تحدثت فيه عن (6) حالات تجعل الزوجين يفكران في التخلي عن زواجهما وهي: عندما يكون زواجك سببا في عزلك عن أهلك وأصدقائك وحتى عن نفسك، وعندما يطلب أحد الطرفين من الآخر أن يغير دينه، وفي حالة العنف والضرب المستمر والمتكرر، وفي حالة القلق من كثرة المشاكل التي تحدث بين الزوجين، والإدمان بكل أنواعه للكحول والمخدرات والعلاقات المحرمة، وأخيرا استمرار الخيانات وعدم التوقف أو تركها، فهذه ست حالات تعرض الزواج للانفصال وخاصة في حالة عناد أحد الطرفين في الاستمرار بها وعدم علاجها.

ووردتني مقترحات من القراء بإضافة البخل وتدخل الحماة في العلاقة الزوجية، ولعل من التعليقات الطريفة أن إحدى الزوجات كتبت أنها تعيش أربع حالات من الحالات الست التي ذكرتها ومع ذلك فهي صابرة ولم تطلب الطلاق، وصار أكثر القراء يعلق على كلامها، فبعضهم قال المفروض أنك لا تصبرين وتطلبين الطلاق وهو من حقك، وبعضهم قال اصبري واستمري لعل الله يهديه ويترك الحالات الأربع وأجرك عند الله عظيم.

والسؤال الذي أود طرحه بهذا المقال هو: هل كل مشكلة مستمرة تحدث بين زوجين ترشح الزواج للانفصال؟ والجواب عن هذا السؤال هو: إن هناك أمرين لا بد أن نفرق بينهما حتى نتخذ القرار الصحيح، الأمر الأول نوعية المشكلة وحجمها، وهل هي مستجدة أم قديمة؟، والأمر الثاني ظروف الطرف الآخر المادية والصحية والنفسية، لأن في بعض الحالات تحدث نفس المشكلة في بيتين مختلفين وكل أسرة تتخذ قرارا مختلفا عن الأخرى بما يتناسب مع ظروفها وطبيعة شخصية الزوجين وهذا هو الصواب.

ونضرب مثالا على ذلك، في حالة ادمان الزوج المتكرر، فلو كانت زوجة المدمن لديها أطفال صغار وتخاف أن يشاهد الأطفال والدهم كل يوم يدخل البيت في حالة التعاطي، أو أنه يتعاطي داخل البيت، وهي مستقرة اجتماعيا، وبيت أهلها قريب منها وهو بيت كبير ووالداها موجودان ولها دخل تعيش منه، فلو طلبت الطلاق في مثل هذه الظروف يكون قرارها صحيحا.

أما لو كانت زوجة أخرى ليس لديها أطفال أو أن زوجها يتعاطى في الخارج ولا يتعاطى بالبيت أو أن أبناءها كبار بالسن، ووالداها متوفيان وليس عندها دخل شهري، ففي مثل هذه الظروف يكون قرارها بالصبر وعدم الانفصال صحيحا، لأنه يتناسب مع ظروفها وطبيعة حياتها.

في مثل هذه الحالة أنا لا أتحدث عن الحقوق والواجبات أو ما ينص عليه القانون من الحقوق وإنما أتحدث عن مهارات حل المشاكل والوقت المناسب لإنهاء العلاقة الزوجية بسبب يضر باستقرار وأمن الأسرة ويهدد سلامتها التربوية، ولهذا نحن عندما ندرس الحالة ندرسها من جميع جوانبها حتى نتخذ قرار الانفصال، لكي يكون القرار صحيحا ويتم تطبيقه بمنهجية التسريح بإحسان، فعندما ندرس المشكلة الزوجية نفكر بمعايير كثيرة مثل (عمر الزوجين وجنسيتهما، ودراسة وضعهما الصحي والنفسي والمادي، ومعرفة عدد أولادهما وأعمارهم ومشاكلهم، والتعرف على طبيعة السكن ومستقبل السكن في حالة الانفصال، كما ندرس نوع المشكلة وعمرها وطبيعتها ومدى تأثيرها على الزوجين والأبناء، ومدى استعداد صاحب المشكلة بتجاوز مشكلته وإعطائه الفرصة لو وعد لمعرفة حقيقة وعده)، وبعد هذه الدراسة (14) نقطة يتم اتخاذ القرار بعدها والخيار للزوجين في النهاية.

كيف تتكلم أثناء الخلاف الزوجي؟!

$
0
0

في كثير من الأحيان تزداد المشكلة سوءا بين الزوجين أثناء الخلاف بسبب طريقة الكلام والأسلوب المستخدم لعلاج المشكلة، ويتم تحويل الحوار من الحديث عن المشكلة إلى الحديث عن الألفاظ الجارحة ورفع الصوت والنظرات الحادة ومشاعر الغضب، فتزداد المشكلة تعقيدا ويزداد الخلاف الزوجي بسبب جهل الزوجين بأمرين: الأول عدم التحدث بطريقة صحيحة أثناء الخلاف، والثاني جهلهما بأساليب علاج المشكلة.

بالنسبة للمشكلة الأولى وهي الأسلوب، فإننا ننصح بعشر نقاط مهمة لا بد من مراعاتها أثناء الحديث لعلاج المشكلة الزوجية، وهي، أولا: عند الحديث مع الطرف الآخر نبين له أنه مهم في حياتنا وأننا نحبه حتى نشعره بأن الخلاف الذي بيننا مؤقت وهو خلاف طبيعي، ثانيا: تجنب رفع الصوت أثناء الحديث فأكثر المشاكل الزوجية تزداد سوءا بسبب رفع الصوت والصراخ، ثالثا: اعتذر لو كنت مخطئا، وفي بعض الحالات لا مانع من الاعتذار حتى ولو لم تكن مخطئا حتى تخمد الخلاف، واعتبر هذه المبادرة تكتيكا ذكيا لحل المشكلة، رابعا: احرص أن تضرب أمثلة عند التعبير عن وجهة نظرك ولا يكون كلامك عاما، فالمثال يقرب الفكرة بوضوح ويقلل من نسبة الفهم الخاطئ، خامسا: احرص ألا تجرح أو تستهزئ بالطرف الآخر أثناء حوارك، سادسا: احرص أن تستخدم كلمات لا تثير الطرف الآخر وتتحدث عن نفسك مثل (أنا أشعر، أو أنا أفكر، أو أنا توقعت) بدل (أنت وأنت وأنت)، سابعا: اتفق مع الطرف الآخر في حالة تصاعد الغضب بينكما أن تتوقفا فترة ثم ترجعان لمتابعة الحوار، ثامنا: لا تحضر الماضي والقصص الخلافية القديمة أثناء النقاش في مشكلة حديثة حتى لا يتوسع الخلاف، تاسعا: بين الإيجابيات في الخلاف وأنه كان سببا في تعرفكما على بعض وفهمكما لبعض أكثر، وآخر نقطة في الأسلوب هي: ركز على ما هو الصحيح ولا تركز على من معه الحق، فإذا ركزت على ما هو الصواب فإنك بهذا التكتيك تحول المشكلة من شخصية إلى فكرية أو سلوكية فتكون سببا في حفظ العلاقة الزوجية.

أما المشكلة الثانية وهي أساليب علاج المشكلة وهذه تعتمد على حسب نوعية الزوجين فلو كان أحدهما عقلانيا فإن أفضل أسلوب لعلاج المشكلة هو الاسلوب العقلاني بينما لو كان عاطفيا فالأسلوب العاطفي أفضل، وأذكر أني دخلت لعلاج مشكلة مع زوج عاطفي وزوجة عقلانية وكانا يتحدثان أكثر من أسبوع لعلاج المشكلة ولم يصلا لنتيجة فلما جلست معهما واكتشفت أن الزوج عاطفي قلت للزوجة قومي قبلي رأسه واحضنيه وقولي كلمتين حلوين فلما فعلت ابتسم وطاح الحطب فتفاجأت هي كيف تم معالجة المشكلة بسهولة وبالعاطفة وليس بالمنطق، ومرت على مشكلة أخرى على عكسها تماما كان الزوج عقلانيا والزوجة عاطفية وحاورها كثيرا لعلاج المشكلة دون فائدة، فلما قبلها وحضنها وكلمها كلمتين حلوين خرج كل ما في نفسها، فالناس أجناس وأفضل أسلوب لعلاج المشكلة أن نتحدث مع صاحب المشكلة بطبيعته وشخصيته فهذا أكبر مفتاح للعلاج.

وأخيرا نقول إن أكثر الخلافات الزوجية تحدث بسبب المال أو الأولاد أو العلاقة مع الأهل أو العلاقات الحميمية، فهذه أكثر المشاكل حدوثا، وفي الغالب يمكن علاجها بالحوار لو ملك الزوجان الطريقة الصحيحة في الحديث أثناء الخلاف واستخدما الأسلوب الصحيح لعلاج المشكلة.

كيف تعدل مزاجك وتسعد نفسك؟!

$
0
0

كثيرا ما نقرأ أفكارا لتغيير المزاج وإسعاد النفس وهي كثيرة مثل: القراءة من كتاب وممارسة الرياضة بين فترة وأخرى وتغيير ديكور الغرفة وتعلم شيء جديد في حياتك، وأن تقضي وقتا مع الأطفال ويكون لديك هواية تمارسها دائما وأن تستيقظ في الصباح وتكتب أهدافك اليومية، وأن تقوم بمغامرة ترفيهية ويكون لديك أصدقاء مرحون وتتابع حسابات فكاهية بالشبكات الاجتماعية، وتخرج في رحلة برية أو بحرية وتجلس جلسة تأمل أو تفكر، وتخطط لرحلة سياحية أو ثقافية وتهتم بصحتك وتأكل طعاما صحيا وتبتعد عن الهواتف والشاشات مؤقتا، وتجلس مع كبار السن لتسمع أحاديثهم وتنام جيدا وتأخذ إجازة من عملك وتقدم خدمة لشخص محتاج.

كل ما ذكرته يساهم في تعديل المزاج وليس في تحقيق السعادة حتى ولو كانت بعض الأفكار تسعدك، لأن هناك فرقا بين تعديل المزاج والسعادة، فتعديل المزاج شعور مؤقت يشعر به الإنسان، ثم يعود مزاجه لطبيعته بعد انتهاء النشاط أو البرنامج الجديد، كما أن هناك بعض الأطعمة تعدل المزاج مثل الشوكولاته والفراولة والمكسرات، ويقال إنها تفرز هرمون السعادة، ولكن للسعادة معنى أكبر من تعديل المزاج، فالسعادة شعور داخلي يحسه الإنسان ويتمثل في سكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير، وهو شعور دائم وليس مؤقتا مثل تعديل المزاج، وأكثر ما يجعل الإنسان سعيدا أن يعيش حياة طيبة وذلك من خلال الإيمان والعمل الصالح فقد قال تعالى «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة» والحياة الطيبة هي سعادة الدنيا والآخرة، ولهذا فإن كل برامج التدريب والكتب المؤلفة التي تتحدث عن السعادة فإن حقيقتها تتحدث عن تعديل المزاج ما لم يكن بالورشة التدريبية أو الكتاب إضافة تتحدث عن كيفية تقوية الإيمان وزيادته، ولهذا فالذكي من يجمع بين الاثنين، فيقوم ببرامج وأنشطة تعدل مزاجه ويكون حريصا على تقوية إيمانه حتي يعيش سعيدا، ولعل البرامج والأطعمة التي تعدل المزاج كثيرة فبعضها حقيقي وبعضها وهمي مثل التدخين وشرب المحرمات، أما برامج تقوية الإيمان وزيادته فكلها حقيقية تساهم في سعادة الإنسان.

ولعل السؤال المهم الآن هو كيف أزيد ايماني حتى أشعر بسعادة دائمة؟ والجواب عن هذا السؤال سهل وبسيط ولكن يحتاج لعمل دائم، فمن وسائل زيادة الإيمان رؤية الصالحين وزيارتهم ومصادقتهم لأن القرب منهم يشجع الإنسان على العمل الصالح، وحديثهم يذكرك بالله فيجددون إيمانك ويزيدون من قربك بالله، كما أن تذكر الموت بين حين وآخر يساهم في زيادة الإيمان ويجعل الإنسان يعمل الطاعات حتى يقابل ربه ورصيده من الصالحات كبير، وذكر الله تعالى من الأسباب التي تزيد الإيمان وتقويه ولهذا لا بد أن يكون لك ورد يومي من أذكار الصباح أو المساء و قراءة القرآن حتى يكون الإنسان متصلا مع الله في كل حين، ومتابعة البرامج الإيمانية في الشبكات الاجتماعية كذلك تشجعك للعمل الصالح، فزيادة الإيمان تكون بالعلم والعمل وكلما ازداد الإيمان قويت السعادة، فطلب الهداية ليس مقتصرا علينا فقط بل حتى الأنبياء طلبوها، فموسى عليه السلام لما رأى النار «قال لأهله أمكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى»، وسافر مع العبد الصالح من أجل أن يتعلم ثلاث مسائل تزيد من معرفته بربه كل ذلك من أجل السعادة الحقيقية.

50 مهارة علمها ابنك في سن «المراهقة»

$
0
0

من غرائب ما رأيت أن بعض الأبناء والبنات في سن المراهقة بين (11 و19) ما زالوا يعيشون معتمدين على أمهاتهم وآبائهم حتى في أبسط الأشياء الحياتية، وهذه التربية تدمر شخصيتهم وذواتهم، حتى ولو كان الحب هو الدافع لهذه التربية، فالأمهات يستمررن في التعامل مع أبنائهم في سن «المراهقة» وكأنهم أطفال، وأكثر الشباب والفتيات الذين أتحاور معهم يقولون لي إن أمي ما زالت تتعامل معي وكأن عمرى ست سنوات، والصواب أن الطفل كلما كبر تعلم مهارات جديدة في حياته، حتى يعتمد على نفسه ولا يكون عالة على أمه وأبيه وفي المستقبل يكون عالة في حياته الزوجية، وينتظر كل واحد منهم من يخدمه ويدير له حياته، ولهذا جمعت لكم بعض المهارات التي ينبغي لمن يكون في سن «المراهقة» تعلمها، مثل مهارة اللباس والطبخ والتعامل مع الجسد والمهارات الاجتماعية والمالية والتنظيم والترتيب والسفر.

ونبدأ بمهارات اللباس، فيتعلم المراهق تناسق الألوان وكيف يختار مقاسات اللباس والأحذية، وكيف ومتى يشترى ما يناسبه، وكيف يرتب حقيبة الرحلات أو الرياضة أو السفر، وما هي الملابس اللائقة حسب المناسبات الفرح والعزاء والرياضة والسفر واللقاءات الرسمية والذهاب للمسجد ويتعلم كيف يكوى ملابسه ويطويها ويرتبها وينظمها.

أما مهارة الطبخ، فيتعلم كيف يشترى أغراض الطبخ ويعرف تقسيم السوق للمنظفات والمثلجات والخضراوات والأدوات الكهربائية ويستطيع أن يطبخ ويتعامل مع أجهزة المطبخ مثل المايكرويف وماكينة القهوة وأجهزة تسخين الخبز، ويعرف كيف يحسب السعرات الحرارية وما الفرق بين الطعام الصحي وغير الصحي وعنده القدرة على إعداد طبخة صحية.

أما التعامل مع الجسد، فهذا مهم جدا لهذه المرحلة؛ لأنهم يمرون بفترة البلوغ وتغير رائحة الجسد وإفراز السوائل منه، فيتعلم الشاب كيف يغتسل من الجنابة والفتاة تتعلم كيف تتطهر من الدورة الشهرية، وكيفية تنظيف الجسد بإزالة شعر الإبط والعانة، وفي حالة الجرح كيف يداوي جرحه ويتعامل مع الإسعافات البسيطة ويعرف كيف يتصل بالطبيب ومتى يحتاج وكيف يستخدم التأمين الصحي أو حالات الطوارئ.

أما اجتماعيا، فيتعلم ما هي الكلمات والتصرفات التي يقولها ويعملها وقت العرس أو العزاء أو الولادة، أو في الأعياد، أو أثناء الترحيب بالضيف والاستماع له وعدم مقاطعته، وكيف يتصرف في حالة اختلاف وجهات النظر أثناء الحوار، وأن عيونه تكون على الضيف فيتحسس احتياجاته من الطعام والشراب أو حتى احضار الشاحن لهاتفه.

أما دينيا، فيتعلم كيف يتوضأ ويصلي بطريقة صحيحة، ويستخدم كلمات مرتبطة بالله تعالى مثل (إن شاء الله) و(على بركة الله) ويحافظ على أذكار الصباح والمساء والفروض بوقتها، والسنن إذا استطاع قدر الإمكان وخاصة صلاة الوتر قبل النوم.

أما في حالة السفر، فيحسن التعامل مع وسائل المواصلات والحجز عبر النت ومقارنة أسعار التذاكر والفنادق ويعرف الاتجاهات شمال وجنوب وشرق وغرب ويحسب المسافات في الطرق.

فهذه بعض المهارات التي من واجب الوالدين تعليمها الأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة، فالقاعدة هي أن يعتمد الابن اعتمادا كليا على نفسه، ودورنا نحن أن نعلمه كيف يقف على رجليه حتى في إصلاح قفل الباب أو عجلة السيارة وتغيير الزيت أو ترتيب وتنظيف الفواتير عند الشراء وحفظ الكفالة والتأمين للأجهزة، فقد تكون هذه الأشياء بسيطة، ولكنها تكون سببا في تقوية شخصيته وتحمله للمسؤولية، واعتماده على نفسه، وهذا هو هدف التربية.

8 حلول لحماية بناتنا من عنف الصديقات

$
0
0

كثيرا ما نتحدث عن عنف الرجل، ولكن ماذا عن عنف المرأة؟ وهل المرأة ليست عنيفة؟ إن ما أشاهده في الحالات التي أتدخل للإصلاح فيها من عنف للمرأة يشيب له الرأس، والفرق بين عنف المرأة والرجل أن المرأة عنفها شديد جدا، لأنها تجمع أحيانا بين العنف والانتقام، حتى لو كان على حساب صحتها ونفسها وأبنائها وحياتها كلها.

وأكثر النساء العنيفات يكن تعرضن للعنف في صغرهن من الأم أو الأب أو من الصديقات، وهذا ما سنركز عليه اليوم في مقالنا وهو كيف تكون البنت عنيفة وتؤثر على سلوك صديقتها وشخصيتها، علما بأن أكثر الأعمار التي تكون عنيفة أو تتعرض للعنف في سن المراهقة ما بين (14–17) سنة، فإذا كانت الفتاة عنيفة ورأت النتائج الإيجابية لعنفها مثل استسلام صديقتها لها وطاعتها التامة لها، فإن العنف في هذه الحالة يكون جزءا أساسيا في شخصيتها، وتصبح العصبية والتهديد ومد اليد والصراخ مثل العقيدة عندها لا تسير الحياة إلا بها.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما دلالات تعرض الفتاة المراهقة للعنف من صديقاتها؟ والجواب عن هذا السؤال يكون بعدة علامات، فالعلامة الأولى، أن تكون عندها صديقة تحاول أن تسيطر عليها، كأن تمتلكها لنفسها فقط وتبعدها عن عائلتها وأصدقائها، والعلامة الثانية، أن يكون لديها صديقة تهددها دائما بقطع علاقتها بها أو بحرمانها من امتيازات الصداقة أو بنشر صور خاصة لهما إذا لم تستجب لها، مما يترتب على هذا التهديد خضوع الصديقة لها، والعلامة الثالثة، أن تهين البنت صديقتها وتحقرها وتردد عليها أنها لا تستطيع أن تعيش أو تتنفس من غيرها، والعلامة الرابعة، كثرة العصبية والغضب والتطاول باليد وأحيانا الضرب وهز الجسد عند الغضب والصراخ، والعلامة الخامسة، أن تتجسس عليها وتتابع خطواتها وتحركاتها وتحاسبها على كل تصرف تعمله، وإذا تعرفت الصديقة على صديقة جديدة تعتبر هذه خيانة للعلاقة.

والسؤال المهم هو: كيف نقوي بناتنا ونجعلهن يحسنّ التعامل مع عنف الصديقات؟ والجواب يكمن في (8) حلول وهي: أن نعلم بناتنا مهارات الحوار مع الصديقات، وكيف توقف الصديقة عند حدودها إذا تطاولت عليها، ونعلمها فن المسافات بأن تجعل لكل صديقة مسافة محددة وحدود ينبغي أن لا تتجاوزها وتكون بمثابة الخط الأحمر، ونعرفها بحقوق وواجبات الصداقة حتى لا تستسلم لتهديد صديقتها وتظن أن هذا من حقها، ومهم جدا أن نرفع من قيمة ابنتنا لأنها إذا رأت نفسها غير مقدرة ومهانة فإنها تستحلي الإهانة وعدم التقدير من الآخرين، فتعزيز الثقة بنفسها من قبل الوالدين يعتبر حماية لها من الاستسلام للعنف الخارجي، ونوجهها للتدريب الرياضي حتى نقوي شخصيتها ونعطيها ثقة أكبر، ونوجهها بالتقليل من مشاهدتها للمسلسلات والأفلام التي تجعل الأشياء غير الطبيعية والمثالية طبيعية، والقاعدة الأساسية أن لا نتعامل مع بناتنا بعنف حتى لا يعتقدن أن هذا هو الأساس في العلاقات والصداقات.

أما في حالة العلاقة والصداقة بين الشباب والبنات وخاصة في المدارس المختلطة أو المجتمعات المنفتحة فإن البنت في هذه الحالة تتعرض للعنف أكثر بسبب صداقتها مع الشاب، وخاصة في الصداقات التكنولوجية من خلال الشبكات الاجتماعية فهناك عنف خفي يمارس على بناتنا وعلاجه توعيتهن بمثل هذه العلاقات حتى لا يقعن فريسة للعنف الإلكتروني.

«7» وسائل للحفاظ على أبناء المطلقين

$
0
0

بعض المطلقات بعد الانفصال تشعر طفلها بالذنب إذا ذهب عند والده أثناء الإجازة الأسبوعية لأنه ابتعد عنها، وإذا دخل عليها ومعه هدايا أو ألعاب من والده فإنها تكسر الألعاب وترميها بالأرض انتقاما من طليقها، وبعض الآباء يعاملون أطفالهم بعد انفصالهم بنفس الطريقة، فهم يغسلون دماغهم كرها ضد أمهم وقت الرؤية والزيارة، مثل هذه المواقف مرت علي كثيرا في الأسر المطلقة، وقليلا ما نجد أسرا مطلقة متفاهمة حول تربية الأبناء ولديها خطة تربوية واضحة.

مثل هذه التصرفات تجعل الطفل يعيش الشعور بالغربة بين والديه، وهي شكل من أشكال العنف والدمار النفسي للطفل، لأن من أبسط حقوق الطفل أن يعيش بمحبة والديه حتى ولو حصل الانفصال بينهما، ففك الرباط الزوجي لا يلغي الرباط الوالدي مهما كانت أسباب الانفصال والطلاق، والأصل أن تكون الرؤية والزيارة للأبناء أسبوعية وتقدر بحسب عمر الطفل، وفي بعض الحالات الخاصة ننصح بأن نقلل من وقت زيارة الأب بسبب سوء سلوكه كأن يتعاطى المخدرات أو يدمن على شرب الكحول أو قد يكون الأطفال عند أبيهم وتكون الأم سيئة السلوك والسمعة، ففي مثل هذه الحالات ننصح بتقليل الزيارة أو أن تكون الزيارة في بيت الجد والجدة حتى نحمي الأطفال من الانحراف والفساد.

فالطفل ينبغي أن نشعره دائما بأنه محبوب ونبين له أن الخلاف والاتفاق من سنن الحياة، ونشجعه على أن يفصل بين مشاعره تجاه والديه ومشاعر أمه تجاه أبيه أو أبيه تجاه أمه، قد يكون هذا الأمر صعبا تربويا ولكن لا بد أن نبين له ونكرر عليه هذا الفهم، فالطفل عندما يسمع كلاما سلبيا أو سيئا عن أحد والديه فإنه يفهم أنه هو كذلك شخص سيئ وغير مرغوب فيه، فيتحول لطفل عدواني أو منتقم حتى في علاقاته الاجتماعية مع أقرانه،

ومن الوسائل التي تشعر الطفل في الأسرة المنفصلة بالاغتراب أن يطلب منه أحد والديه التجسس على الآخر أو حرمانه من رؤية أحد والديه أو رفض أي هدايا أو عطايا من أمه أو أبيه أو أن يميل إلى أحد والديه على حساب الآخر أو أن يسمع كل يوم كلمات سيئة وسلبية وشتما تجاه أحد الأبوين.

وفي حالة لو كان الأطفال بحضانة أمهم فإننا ننصح والدهم بـ (7) وسائل تحافظ على صحتهم النفسية وهي: أولا، أن يعبر لهم عن حبه وسعادته برؤيتهم وقت الزيارة، وثانيا، أن يتواصل معهم بالرسائل والاتصال بشكل يومي، وثالثا، ألا يعطيهم كل ما يطلبونه بحجة أنه يعوضهم عن النقص في رؤيتهم حتى لا يجعل الطلاق سببا في دلعهم ودلالهم وتمردهم، ورابعا، أن يستمر بالنفقة على أولاده ولا يشعرهم بأن أمهم تنفق عليهم، فكم من أسرة أعرفها خسر الأب علاقته بأبنائه وصاروا يكرهونه؛ لأنه أهملهم وكان لا ينفق عليهم فضحت الأم من وقتها ومالها من أجلهم فحاربوا أباهم وقاطعوه، وخامسا، في حالة لو واجه الأبناء والدهم بأخطائه فلا بد أن يجيبهم ويفند الشبهات ضده، وسادسا، لو شعرت بأن ابنك المراهق لا يتحدث معك أو مع أمه ولم تستطع الدخول إلى قلبه فلا مانع من أخذه لمختص يفرغ له ما في نفسه ويعرف مشكلته، وسابعا، وأخيرا اللجوء للمحكمة كآخر دواء لو أساء الأب أو أساءت الأم التربية فتسحب الحضانة من المسيء.

كيف نقوي شخصية ضحية التنمر؟

$
0
0

التنمر أو العنف ظاهرة منتشرة بالمدارس، وخاصة بين الطلبة، وتم طرح برامج علاجية كثيرة في المؤتمرات والأبحاث، ولكن ما أود أن أركز عليه بهذا المقال هو كيف نقوي شخصية ضحية التنمر، ونعزز ثقته بنفسه ونعلمه كيف يواجه التنمر، لأن المتنمر أو العنيف قد يمارس عنفه على أقرانه بالمدرسة من خلال التهديد أو الاستهزاء أو أن يعزله عن أصحابه أو يستخدم الضرب والإهانة أو الرسائل عبر أجهزة التواصل وغيرها من وسائل ممارسة العنف والتنمر على الآخرين.

فلو لاحظ المربي أن طفلا صار ضحية التنمر، فإن أول قرار يتخذه لصالحه هو تقوية شخصيته، لأن في الغالب الضحية يكون ضعيف الشخصية وهادئا ويسكت أثناء التنمر عليه، فلا يعرف كيف يوقف المتنمر عند حده، فالمربي يعطيه بعض الأفكار ليقوي شخصيته مثل أن يدربه على الكلام فلا يسكت وكيف يرد على المتنمر ولا يتجاهله، لأن السكوت أو التجاهل في هذه الحالة يفهمها المتنمر ضعفا، ولا مانع أن نوجه الضحية بأن يرد ردا قويا وقاسيا حتى يتأدب المتنمر ويقف عند حده، وإذا استمر المتنمر بالاعتداء فإننا نوجه الضحية في هذه الحالة للشكوى ونفهمه بأن الشكوى قوة وليست ضعفا، وأن الشكوى عدالة وليست ظلما، وأن الشكوى إجراء قانوني تتخذه تجاه المعتدي حتى تتم معاقبته وتأديبه فهذه هي الخطوة الأولى.

أما الخطوة الثانية فإن المربي يقتنص الفرصة لتدريب الضحية على الثقة بالنفس، فلو كان المتنمر يستهزئ بلباسه أو شكله أو طريقة كلامه أو مشيته فإن المربي يلفت نظر الضحية إلى نقاط القوة بشخصيته، ويجعله ينظر للباسه وشكله وكلامه نظرة الواثق، فيلفت نظره لتفوقه الدراسي أو تميزه بالمواهب والهوايات أو قوة علاقاته الاجتماعية أو طيبته وحسن أخلاقه، وهكذا يتحدث معه حتى يجعل عينه تنظر لإيجابياته ومميزاته.

أما الخطوة الثالثة فإن المربي يدربه على المرونة في العلاقات الاجتماعية، ويعلمه أن الناس أصناف، وأنه عليه أن يتعامل مع كل صنف حسب نوعه وطبعه وأخلاقه، وأن بعض الأصدقاء نكسبهم بالأخلاق الطيبة، وبعضهم -ومنهم المتنمرون- نعطيهم العين الحارة، فلا نعامل كل الأصدقاء بمسطرة واحدة، وهذه المرونة في التعامل من الأخلاق الاجتماعية المهمة.

أما الخطوة الرابعة فإن المربي يعلمه بأن الناس ليسوا سواسية بالأخلاق وأنهم أشكال وأجناس، ففيهم الكريم والبخيل وفيهم الحاسد والمحب للخير، وفيهم المحب والكاره، وفيهم الذي يتمنى الخير للآخرين والذي يتمنى الشر، وفيهم المعتدي على الآخرين والذي يحترم الآخرين وهكذا، وهذه المفاهيم مهمة للطفل حتى يعرف كيف يتعامل مع كل صنف بما يتناسب مع شخصيته، وهذه مهارة تحتاج لتدريب ومعرفة للطفل الضحية حتى يزداد ذكاؤه الاجتماعي وتكون شخصيته وثقته بنفسه قوية.

والخطوة الخامسة فإن المربي يعلمه حدود الاحترام، وما هو التصرف الصحيح في حالة الإهانة والتحقير، لأن الأصل في العلاقات الإنسانية الاحترام ولكن لو تعرض شخص للإهانة فينبغي أن يتصرف بطريقة حكيمة حتى يوقف من أهانه عند حده ولكي لا يستمر في إهانته، ومنها الرد الكلامي أو الشكوى عليه أو طلب تدخل أولياء الأمور أو الإدارة لتأديبه، وهذه كلها وسائل مشروعة لعلاج المشكلة.

وتبقى مشكلة التنمر والعنف قائمة، وأكثر بيئة تنشط فيها هي المدارس، ولهذا وجود الرقابة الدائمة بالمدارس يساعد على علاج المشكلة بالإضافة لبرامج التوعية للطلبة والطالبات حتى لا تكون سببا في تحطيم الشخصيات وعزلتها والتفكير بطريقة سلبية وإعادة ما فعله قابيل بهابيل.


«6» أفكار تقوي مغناطيسك التربوي

$
0
0

العلاقة بين الوالدين والأبناء مثل المغناطيس فيها تجاذب وتنافر، فمن يملك المهارات التربوية يملك التجاذب مع أبنائه ولا يحدث بينهما أي تنافر، وهناك (6) أفكار لو طبقتها فإنك تقوي مغناطيسك التربوي، ولو فقدتها حصل التنافر والبعد والهروب.

أول هذه الأفكار أن تشعر أبناءك بأنهم أهم شيء في الدنيا عندك، وحتى تصل لهذه النتيجة عليك أن تخصص لهم من وقتك، وإذا كان لديك أكثر من طفل فعليك أن تخصص لكل واحد منهم وقتا خاصا به حتى يشعر بخصوصيته وأهميته عندك، ومهم جدا عندما توزع الوقت بين أبنائك أن توزعه بالعدل ولا تفرق بينهم بالمعاملة الوقتية، كما أن أبناءك لا يعذرونك لو لم تعطهم من وقتك بسبب كثرة انشغالك، ووقتها سيبحثون عن غيرك ليصادقوه ويعطوه حبهم وتكون قد خسرتهم وفقدت برهم.

ثانيا: ان تتعامل مع ابنك برفق مع تقلبات مزاجه ونفسيته؛ لأنه في مرحلة نمو نفسي وجسدي وعقلي، فلا تغضب عليه بسبب تقلب مزاجه ولكن اقبله وتعامل معه بهدوء واحرص أن تستوعبه في كل أحواله، فقد يكون تقلب نفسيته بسبب الغيرة أو الجوع أو قلة النوم أو قربه من مرحلة البلوغ أو خسارة صديق كان يحبه أو شعوره بالظلم في أسرته، وعلاج ذلك كله بالتقبل والحوار وردد عليه بين فترة وأخرى ان الإنسان ليس ملاكا أو آلة وإنما لديه مشاعر وعواطف وان تقلب المزاج أمر طبيعي، وعلمه بأن هناك وسائل لتحسين المزاج مثل مواجهة المشكلة وعلاجها أو الاستعانة بالذكر والدعاء والصلاة أو ممارسة الرياضة أو الحديث عما في نفسه حتى يرتاح.

ثالثا: اللمس والحضن والتقبيل والتعبير عن الحب، فإن هذه الرباعية تفعل في نفسية الطفل مفعول السحر، فعندما يشعر الطفل بأنه محبوب من والديه فإن نفسيته تستقر ويكون سعيدا حتى لو خسر بعض أصحابه أو كانت علاماته الدراسية متدنية أو أصابه مرض ألزمه الفراش، فالشعور بأنه مقبول ومحبوب مهما كانت الظروف حتى لو كانت عنده إعاقة يزيد من ثقته بنفسه ويقوي التجاذب بينه وبين والديه.

رابعا: ألا ترفع صوتك عليه وتصرخ في وجهه، فإن ذلك أكثر ما ينفر الأبناء عن والديهم، ولو ارتكب خطأ فإن من حقك أن تعاقبه أو تؤدبه من غير صراخ وعصبية، فأثر التأديب مع التفاهم والحوار أقوى من أثره مع العصبية والصراخ، فالأول يبني الحب والتجاذب والثاني يغرس الكراهية والتنافر.

خامسا: اترك قاعدة (يا غالب أو مغلوب) أو قاعدة (يا أبيض أو أسود) أو (يا أنا أو أنت)، فهذه من المبادئ التي تنفر أولادك والناس منك، حتى ولو كان الحق معك فليس بالضرورة أن تتحدى من أمامك وتخسره بهذا التحدي من أجل اثبات أن الحق معك، بل تستطيع أن تقنع من أمامك من خلال الحوار والمناقشة والاستماع لوجهات النظر بدل التهديد والوعيد والتحدي باسلوب (يا أنا يا أنت)، وهذا مبدأ يغرس التنافر والكراهية مع من تتعامل معه.

سادسا: إن كثرة المعارك الزوجية والخلاف بصوت عالٍ تجعل الأبناء يهربون من المنزل وينفرون منه، فاحرص أن توقف الخلاف الزوجي وتنظمه وتجعل له قانونا، مثل أن يكون بعيدا عن الأولاد وألا يرافقه ارتفاع بالصوت والصراخ، ولا مانع من حصول بعض الخلافات الزوجية أمامهم على أن يكون خلافا صحيا فيه حوار وتعامل باحترام وينتهي إلى نتيجة وقرار، فهذه (6) وسائل تربوية تقوي المغناطيس التربوي وتزيد من التقارب بين الأبناء ووالديهم وتبعد عنهم التنافر.

«15» فكرة في علاقة أبنائنا بالأجهزة

$
0
0

كان القلق عند الوالدين سابقا في عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفاز، واليوم صار قلق الوالدين في تعلق أبنائهما بالشاشة بكل أنواعها من هاتف وكمبيوتر وتلفزيون وساعة وغيرها من الأجهزة. والمعدل الذي تنصح به الدارسات والأبحاث لأي طفل عمره أقل من سنتين يفترض أن يمنع من التعامل مع الأجهزة والنظر إلى الشاشات منعا باتا، لأن دماغه يتطور سريعا في سنواته الأولى، وأن تعلمه يكون أسرع من التواصل والتعامل مع الناس أكثر من تواصله وتعامله مع الشاشات، أما العمر من سنتين إلى ست سنوات فلا مانع أن ينظر للشاشة ساعة واحدة باليوم كحد أقصى، والعمر من ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة لا يزيد على ساعتين باليوم كحد أقصى، أما الطفل أكبر من اثنتي عشرة سنة فلا مانع باستخدام ثلاث ساعات باليوم على الشاشة، وكلما استطاع الوالدان أن يقللا معدل هذه الساعات يكون أفضل.

أما لو اكتشفت أن ابنك مرتبط ارتباطا كبيرا بالشاشة فلا بد من التدخل ووضع قوانين وأنظمة حتى لا يصل لمرحلة الإدمان، مثل تحديد وقت باليوم يلتزم به في التعامل مع الجهاز، وإذا طلب زيادة فلا مانع بشرط الخصم من المعدل الإسبوعي له، أو نطلب منه القيام بتمارين حركية أو أنشطة عملية أو الصلاة قبل الموافقة على الزيادة، وإذا وصل لمرحلة الإدمان فلا بد من إيقافه وحرمانه، وفي هذه الحالة ستنتابه موجة غضب شديد، وربما يهدد بعدم الذهاب للمدرسة أو غيرها من التهديدات ولكننا نصر على قرارنا بمنعه ونتحاور معه بسلبيات الإدمان حتى نصل معه للمعدل الطبيعي باستخدام الشاشة، مع إدخال برامج بديلة مثل الاشتراك بالنادي أو تقوية جانب الصداقة عنده أو عمل أنشطة اجتماعية وهكذا.

وهناك أمر آخر مهم لا بد أن تراقب أبناءك أثناء استخدام الشاشة وهو الجانب الصحي، مثل انحناء الرقبة والنظر المتواصل وأن لا ينظر للشاشة قبل النوم أو يستخدم الشاشة وقت الطعام فكثير من الدراسات والأبحاث تفيد بأن هذا السلوك غير صحي ومضر، وكذلك الاهتمام بالجانب الاجتماعي والنفسي للطفل مهم جدا، فقد يكون استخدام الطفل للجهاز بدافع ضعف شخصيته أو ضعف ثقته بنفسه أو هروبا من المشاكل أو التواصل مع الآخرين، فلننتبه من الجانب النفسي والاجتماعي لأن استمرار الطفل بالشاشة قد يزيد مشاكله النفسية والاجتماعية إن وجدت، ويمكنك من خلال مراقبته أن تتعرف على السلبيات الصحية أو الاجتماعية أو النفسية أثناء تعامله مع الجهاز، ويمكنك فحص والتعرف على المحتوى الذي يتعامل معه، فربما تكون لعبة فيها نوع من أنواع القمار أو مواقع بها صور إباحية وفي هذه الحالة يكون دور الوالدين التوجيه والإرشاد للطفل. ومن الحلول الذكية للتقليل من الارتباط بالشاشة إيقاف الإشعارات التي تصل للمشترك في الألعاب والبرامج، ونقل التطبيقات عن الشاشة الرئيسية ووضعها في الشاشات الخلفية، وتحديد موعد باليوم للدخول على الشبكات الاجتماعية، وتخصيص نصف يوم أو يوم كامل من غير تكنولوجيا، كل هذه الوسائل تجعل الطفل يتعامل مع الأجهزة بطريقة صحيحة، ولعل أهم مسألة هي أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهما في استخدام الشاشة، فيكونا نموذجا للتوازن والاعتدال.

فهذه (15) فكرة وقائية تساعد الوالدين على ضبط علاقة الأبناء بالشاشة، أما لو كان قارئ المقال فقد السيطرة على أبنائه ويريد بعد قراءته المقال أن يطبق أفكاره فإننا ننصحه بأن يجلس معهم أولا ويشرح لهم المشكلة ثم يبدأ معهم بالتعامل التدريجي لوصول أبنائه إلى مرحلة الاعتدال.

7 خطوات لتحسين زواجك في أسبوع

$
0
0

قد تبدو المشكلة الزوجية كبيرة، ولكن عندما يتم التخطيط لعلاجها بطريقة صحيحة تصبح صغيرة، هذا ما أقوله دائما عندما تعرض علي المشاكل الزوجية، فيستغرب المستمع لما أقول؛ لأنه يرى المشكلة الزوجية كبيرة جدا ومن الصعب علاجها أو ربما حاول علاجها ولم يصل لنتيجة، ولكن هناك سبع خطوات أذكرها للمتزوجين الذين يرغبون بعلاج مشاكلهم ويجدون فرقا كبيرا عندما يتفقون على تطبيقها، وإذا طالت فترة العلاج فهذا يعني وجود رواسب كبيرة مخزنة في أرشيفهم تم إهمالها وتركها من غير علاج وهذه الخطوات السبع هي:

أولا: تحديد المشكلة وتشخيصها بطريقة صحيحة، ففي كثير من الأحيان أسمع الشكوى من الزوجين ويكون التشخيص خاطئا، فيكون وصف المشكلة خيانة بينما هي زواج ثان، أو العناد ونكتشف بعد التحقيق أنها ليست عنادا، أو عدم احترام ولكن في الحقيقة يكون المشتكي فاهما للاحترام بطريقة خاطئة وهكذا، فنكون قد عالجنا نصف المشكلة لو شخصنا المشكلة تشخيصا صحيحا.

ثانيا: تغير شيء واحد في الأسبوع، فلو لاحظ الطرف الآخر أنك غيرت شيئا واحدا خلال أسبوع ولو كان صغيرا مثل خفض الصوت أو الابتسامة عند اللقاء أو الحوار لمدة قصيرة، فإن هذا التغير يبعث التفاؤل للطرف الآخر بأن المشكلة في طريقها للحل، وأنهما يسيران في الطريق الصحيح نحو العلاج.

ثالثا: المستشار مؤتمن، ففي كثير من الأحيان يكون سبب تعقيد المشكلة الزوجية من يستشيره أحد الزوجين من الأقرباء أو الوالدين أو الأصدقاء، ولكنهم لم يحسنوا الاختيار بسبب دخول المستشار بتجربة زواج فاشلة فيعكس فشله الزوجي على فشل استشارته، وقد مرت علي مشكلة زوجية بسيطة وسهلة ولكني استغربت من تعقيد الزوجين لها، فلما سألت عن السبب قالوا لي: إن ما فعلوه كان بنصيحة أحد الأقارب وهو شخص مطلق ومنتقم من زوجته، فنقل شعور الانتقام لمن يستشيره.

رابعا: التواصل البصري مهم جدا لعودة العلاقات وتقويتها بين الزوجين، فالأصل وقت الخلاف كل طرف يبعد بصره عن الآخر ويتجنب رؤيته، فلو استطعنا أن نلزم الزوجين بمجاهدة نفسيهما في أول أسبوع بالتواصل البصري فإن ذلك سيعجل من علاج المشكلة وذوبان الجليد الذي بينهما، ولو استطاع الزوجان أن يلتزما يوميا بالتواصل البصري ولو لعشر دقائق أثناء الحوار فإن ذلك يزيل الهم والغم والرواسب القديمة التي بينهما.

خامسا: الصفات الإيجابية، ففي الأسبوع الأول لعلاج المشكلة احرص أن تذكر محاسن الطرف الثاني لا عيوبه، وإيجابياته لا سلبياته، وأن تعبر له عن أهميته في حياتك، وكما قيل لتكن عينك مثل عين النحلة لا عين الذبابة، فالنحلة تنظر بعينها على الزهور وتعطينا العسل بينما الذبابة عينها على القمامة وتعطينا القاذورات.

سادسا: تذكر المواقف الجميلة في الحياة الزوجية، مثل مواقف الأيام الأولى للزواج، فلو كان عند الزوجين ملف فيه الصور أو فيديو لليلة العرس والزواج فلينظرا إليه ويتحدثا عن فرحة تلك الليلة، فمثل هذه المواقف تحيي النفوس من جديد، ولو كانت عندهما صور لرحلاتهما السياحية أو صور ليوم ميلاد الأبناء وفرحة العائلة بالمولود الجديد فلينظرا لهذه الصور ويعيشا الذكريات الجميلة.

سابعا: الدعاء سلاح الأتقياء، فما من مشكلة إلا ويكون الدعاء وسيلة من وسائل العلاج، فالله تبارك وتعالى لا يرد عبده عندما يرى صدقه في الدعاء.

فهذه سبع خطوات لتحسين الزواج في أول أسبوع لعلاج المشكلة.

قالت أعرف أنه متزوج ثانية!!

$
0
0

بعض القصص الواقعية في الزواج تكون أقرب إلى الخيال ومنها القصة التي سأذكرها لكم الآن، وهذه القصة حدثت لزوجين مستقرين وبينهما حب كبير وقد رزقهما الله بالأبناء والبنات واستمر الزواج لسنوات طويلة، ولكن الزوج لسبب لا نعرفه تزوج بأخرى من غير علم زوجته وأبنائه، واستمر هذا الزواج الثاني لفترات طويلة حتى اكتشفت زوجته الأولى زواجه من الثانية وراودتها نفسها أن تكشف سره وتفضحه وتترك له البيت والأولاد وتذهب لبيت والدها، ولكنها فكرت بهدوء واتخذت قرارا بألا تتكلم بهذا الموضوع ولا تخبر أهلها وتلتزم الصمت.

ولاحظت بعد زواجه الثاني أن علاقته معها صارت أفضل في الجانبين المادي والعاطفي، وصار يدللها ويدلعها وينفق على البيت والأولاد، واستمرت في صمتها لسنوات عديدة حتى اكتشف أهله وأقاربه زواجه الثاني، فأخبرهم بألا يخبروا زوجته الأولى بزواجه حتى لا يجرحها ويحافظ على مشاعرها، فقرر أهله أن يحفظوا سره.

ومرت سنوات على الحادثة وكان هذا الرجل كريما وحبيبا ومخلصا وغنيا فأصيب بمرض أقعده الفراش ودخل على اثره المستشفى فتوفاه الله تعالى، وحزنت عليه زوجته حزنا شديدا وتم العزاء، ثم اجتمع أهله ليناقشوا مسألة زواجه من الثانية وكيف يفاتحون زوجته الأولى بالخبر وهي في عدتها وحزنها على زوجها وذلك من أجل قسمة الميراث، وبعد التباحث طويلا كلفوا بعض الأقرباء لمصارحتها بطريقة هادئة وذكية، فذهبوا للزوجة الأولى وقالوا لها إننا نأسف بأن نخبرك بمعلومة قد تزيد من حزنك بعد وفاة زوجك، فقالت لهم وهل تقصدون زواجه من الثانية !! فصدموا من الجواب ونظر بعضهم إلى بعض ولم يتوقعوا ردة فعلها، فقالوا: نعم وهل تعرفين أنت ذلك؟ قالت: نعم أعرف منذ زمن بعيد، قالوا: ولكن لم تتكلمي أو تشتكي أو تظهري معرفتك بأن زوجك كان متزوجا من أخرى، فقالت: لما رأيت معاملته لي بعد زواجه الثاني صارت أحسن وكان ملتزما بالمبيت معي كل يوم، وكانت وسادته بقرب وسادتي فكرت بالموضوع وقلت لنفسي: وهل أنا مجنونة أظهر له معرفتي بزواجه من الثانية فيعاملها مثلي ويقسم الأيام والليالي والسفرات بيني وبينها!!

فاستغرب أهلها من جوابها ومن دهائها وذكائها لأنها استفادت من زوجها وساهمت في استقرار بيتها كما استفادت من ميراثه بعد وفاته، وقد ذكرت هذه الحادثة لزوجة علمت بزواج زوجها عليها فقالت لي: أما أنا فلا أستطيع أن أفعل مثلها، فقلت لها: إن هذا القرار اختياري قد يناسب بعض الشخصيات ولا يناسب البعض الآخر، ولكن المرأة التي تستطيع أن تضبط نفسها وتنظر للمستقبل تفيدها مثل هذه القصة وإن كان صبرها في مثل هذه الحالات مؤلما.

وقد عشت ردات فعل كثيرة في قضية تعدد الزوجات ومن طرائف ما عشت أن رجلا دخل علي المكتب فقال لي أنا في مصيبة، فقلت له: ما هي؟ فقال: إن كل أصدقائي معي بالعمل متزوجون من ثانية وكنت أعارضهم بسبب المشاكل التي تحدث من التعدد وهم يقولون لي لا تخف فالمشاكل في السنة الأولى فقط، قلت له: وهل سمعت كلامهم وجربت التعدد؟ قال نعم: وأنا الآن في السنة الرابعة وما زالت لدي مشاكل مع الزوجة الأولى وصارت عندي مشاكل مع الزوجة الثانية، فابتسمت وقلت له: إن من أكبر أخطاء الإنسان أن يقيس نفسه على الآخرين.

أكثر «10» أسباب لاستمرار الزواج المتعثر!

$
0
0

قال: أريد أن أعترف لك بأني غير سعيد في زواجي ولكني مستمر فيه لأجل أولادي، فزوجتي تصلح أن تكون أما لا زوجة، فكل اهتمامها وعطائها لأولادها، وهى متميزة في تربيتهم، أما أنا فوجودي ثانوي في حياتها، فدار الحديث بيني وبينه في كيفية علاج المشكلة التي يعيشها، وبعد هذا الموقف بيومين دخلت علي امرأة وقالت لي أنا غير سعيدة في زواجي ولكني مستمرة فيه على الرغم من تقصير زوجي الكبير في حقي، وأنا امرأة عاطفية وزوجي لا يبادلني العواطف، ولكني صابرة من أجل أبنائي.

ففي القصتين تشابه في أسباب الاستمرار بالزواج وهو الأبناء، ونحن نتساءل في هذا المقال ما الذي يجعل الزواج المتعثر يستمر على الرغم من الآلام والمعاناة الكثيرة فيه؟ ومن خلال رصد الحالات التي عشتها وتعاني مثل هذه المعاناة فقد جمعت (10) أسباب تساعد في استمرار الزواج على الرغم من عدم ارتياح الزوجين في زواجهما.

فالسبب الأول أن الزواج يحافظ على سمعة الإنسان في المجتمع ويعطيه الوجاهة، كما أن الطلاق أبغض الحلال وكذلك مرفوض اجتماعيا، وهذه المعاني تؤثر على بعض الحالات فيستمر الزواج، والثاني وجود الحب على الرغم من التقصير في الزواج، فقد ذكرت لي امرأة أن زوجها مقصر في حقها كثيرا ولكنها تحبه وهذا ما يجعلها مستمرة معه، والثالث أن هذا الزواج يعتبر الزواج الثاني أو الثالث من بعد الدخول في تجربة الزواج الأول والانفصال، فلا يرغب أحد الزوجين أن يكرر الانفصال مرة أخرى فيستمر بزواجه حتى ولو لم يكن ناجحا، والرابع العيش في ذكريات الماضي ففي بعض الحالات تستمر بالزواج المؤلم لأنها تعيش على الذكريات الجميلة الماضية في أولى سنوات الزواج، والخامس الخوف من الوحدة بعد الانفصال فبعض المتزوجين يفضلون الحياة المشتركة وإن كانت مؤلمة وغير سعيدة على الوحدة ولو كان معها الحرية.

وأكثر الأسباب في استمرار الزواج هو السبب السادس وهو أن يكون لديهم الأمل في تغير الطرف الآخر في المستقبل، أما السبب السابع فبعض الزوجات لا تملك سكنا خاصا أو أن أهلها وأقرباءها ليسوا معها في نفس البلد أو لا يوجد عندها دخل تعيش منه لوحدها أو تصبر من أجل طيبة أهل زوجها وحبهم لها، فتفضل الاستمرار بدل التشتت بعد الانفصال، والثامن أنهما تعودا على مشاكل بعضهما البعض وتأقلما على حياتهما فصارت المشكلة أو الشعور بالتقصير جزءا أساسيا من الحياة الزوجية فمات الإحساس بالتغيير، والتاسع وهو ما ذكرناه في بداية المقال وجود الأولاد بينهما وهما الرابط الذي يجمعها ويجعلهما يستمران مع بعض، والعاشر الأجر والثواب دافع في الاستمرار، فالزواج له عدة أهداف منها العفة وعدم الوقوع بالحرام ومنها التعاون على إدارة الحياة ومنها الثواب والأجر، فكل عمل يقوم به الزوجان للأسرة من تربية وكدح وسعي فيه أجر وثواب.

فهذه (10) أسباب لاستمرار الزواج المتعثر، وخاصة بعد مضى مدة زمنية معينة فيكون الانفصال صعبا لأن الزوجين كأنهما استثمرا في بعضهما البعض ولا يرغبان بهدم هذا الاستثمار من الوقت والمال والعواطف والتربية والعلاقات.

وأقول في الختام إنني عشت قصصا زوجية كثيرة كان الزواج متعثرا في بدايته ولكنه استمر وصار مثالا للسعادة الزوجية، فلا نحكم على استمرار الزواج وسعادته من مشكلة أو مشكلتين زوجيتين فالصبر وبذل السبب والدعاء كفيل بأن يعالج المشاكل الزوجية.

قصة الخطابة «أم صلاح»

$
0
0

قصة طريفة عشتها مع أسرة كان لديها مشكلة زوجية، ولكن الزوج بذكائه استطاع أن يعالج مشكلته الزوجية، وتبدأ القصة بأن رجلا تزوج امرأة بعدما عرفها بنفسه وعائلته والتزامه الديني في فترة الخطوبة، وتحدثا عن كل شيء حتى عن الملابس والأزياء وما يحب كل واحد منهما وما يكره في فترة الخطوبة، وبعدها تم الزواج وكانت الحياة تسير على ما يرام.

ولكنه لاحظ بعد زواجه أن زوجته لا تلبس العباءة، وهو خلاف الاتفاق الذي تم بينهما وقت الخطوبة، كما لاحظ مع الوقت أن زوجته بدأ التزامها الديني يقل تدريجيا وخاصة في موضوع الزينة واللباس، فتكلم معها أكثر من مرة وهي مصممة على طريقتها فغير أسلوبه في الكلام على أن تلتزم بالعباءة والستر ولكن زوجته لا تطيعه وترد عليه بأن هذا لبسها ولا تريد أن تغيره، كما أنها لا قناعة لها بالعباءة أو بالطلبات التي يطلبها في موضوع الزينة.

فظل يفكر بأمر زواجه وكيف يعالج هذه المشكلة وهو لا يريد أن يفكك بيته أو يستخدم معها أسلوب الهجر والعنف، وظل يحاول معها مرارا وتكرارا لسنوات ولكن دون فائدة، فخطرت بباله فكرة مجنونة وعزم على تنفيذها لعلها تعالج مشكلته الزوجية، وكانت الفكرة بعنوان (الخطابة أم صلاح)، فبدأ يردد على زوجته بأنه سيتزوج ثانية ليحقق طموحه، ويكون مرتاحا معها في لباسها وزينتها، وكانت تجيبه في كل مرة بأنه لا يهمها لو تزوج ثانية وثالثة ورابعة! إلا إنه لا يريد أن يتزوج ثانية، وليس لديه القدرة والإمكانية على الزواج من أخرى، فلجأ إلى حيلة وهي أنه اشترى هاتفا جديدا واتصل هو بنفسه من هاتفه الثاني الجديد لهاتفه الأول، ثم حفظ اسم الرقم الجديد بالخطابة (أم صلاح)، وبعدها أرسل رسالة من الهاتف الثاني «الجديد» والذي سماه هاتف الخطابة (أم صلاح)، لهاتفه الأول كان محتوى الرسالة هو (السلام عليكم بوفلان، معك الخطابة أم صلاح وأحب أن أخبرك بأني وجدت لك فتاتين على حسب شروطك للزواج وهو أنهما تلبسان العباءة ولباسهما لباس شرعي ساتر ولا تضعان مكياجا عند خروجهما من المنزل، وأنا بانتظار اتصالك لنرتب لك موعدا لزيارة أهلهما والتعرف عليهما).

ثم ترك هاتفه النقال في الصالة؛ لأنه يعرف أن زوجته بين فترة وأخرى تفتح هاتفه لتقرأ الرسائل في «واتس» وتتابع حساباته بالشبكات الاجتماعية، فانتظرته زوجته حتى ينام ثم فتحت هاتفه النقال ووجدت رسالة وصلته من الخطابة (أم صلاح)، فجن جنونها، ولكنها أخفت ما عرفته من بحث زوجها عن زوجة ثانية في نفسها، ظل الزوج صامتا ينتظر ردة فعلها ولكنها بعد يومين وهي جالسة معه على العشاء تحدثت عن صديقتها بأن زوجها استعان بالخطابات لكي يتزوج من أخرى، إلا أن زواجه لم ينجح وحصلت له مشاكل كثيرة ودفع أموالا كثيرة في المحكمة، ولكنه حصلت له مشاكل كثيرة منها، ورفعت عليه قضايا بالمحاكم، وكان ذلك بالاتفاق بين الزوجة والخطابة حتى يستفدن منه ماليا.

يقول الرجل وكنت أستمع لزوجتي وهي تكذب علي بقصة صديقتها، حتى تكرهني بالخطابات، بعدما قرأت الرسالة، وهي لا تعلم أن هذه حيلة أنا عملتها من أجل تغييرها، ثم يقول ولكن المفاجأة كانت أن زوجته بدأت تدريجيا تنفذ طلباته ورغباته في موضوع الحشمة واللباس، وهو يعلم أن هذا كله من رسالة الخطابة (أم صلاح)، فكان هذا الرجل يروي لي الرواية ويقول لي الحمد لله أني عالجت مشكلتي الزوجية بطريقة ذكية.

«7» أفكار في التعامل مع الصديق المتسلط

$
0
0

إذا كنت تشتكي من تسلط بعض الأصدقاء مع ابنك وتشعر أن ابنك لا يحسن التعامل مع الصديق المتسلط فهناك سبعة حلول عملية لتدريب وتعليم ابنك كيفية التعامل مع هذا الصديق وهذه الحلول هي: أول فكرة أن تمثل مع ابنك دور الصديق المتسلط فكن أنت المتسلط وحاور ابنك أو ابنتك ثم استمع لردودهم وراقب تصرفاتهم معك، ستعرف إذا كان ابنك يحسن التعامل مع المتسلط أو أنه ضعيف أمامه، فمثلا أخبر ابنك بأنك ستدعوه للعب بالألعاب الإلكترونية وهو يريد أن يكمل واجباته المدرسية، وابدأ الحوار معه وانظر كيف يرد عليك ويتعامل معك، فإذا شعرت أنه ضعيف، علمه كيف يرد عليك ويتعامل معك، فإذا وجدته ما زال ضعيفا دربه أن يكتب بعض الكلمات التي تجعل شخصيته مستقلة وقوية، فيحفظ هذه الكلمات ويرددها في المواقف الحرجة مثل «هذا رأيك ولكنه لا يناسبني» أو «الوقت لا يناسبني الآن أن أخرج معك فعندي شيء مهم لا بد من انجازه» أو «لا أحب أن أعمل شيئا يغضب ربي أو والدي» وهكذا.

وثاني فكرة هي أن تطلب من ابنك أن يكتب لك خمسة حلول ذكية في التخلص من الصديق المتسلط، ثم ناقش معه هذه الحلول، وقدم له أمثلة تساعده مثل أن يكون حازما أو قويا معه، فإذا لم يتركه المتسلط فيعتذر منه ويذهب لمكان آخر فيبتعد عنه، أو أن يواجهه ويقول له لا تفرض رأيك وأفكارك علي، والفكرة الثالثة أن تشرح لابنك صفات الصديق المتسلط حتى يعرف ويميز بين الصديق المتسلط والمتعاون، فالأول يفرض رأيه بقوة ولا يسمح له بالتعبير عن رأيه ويلزمه بتنفيذ طلباته أو أنه يقاطعه ويستهزئ به، وأحيانا يرفع صوته ويستخدم العنف من أجل الاستجابة لأوامره، أو يستخدم أصدقاء آخرين للضغط عليه، أما المتعاون فهو الذي يقول رأيه ويستمع للرأي الآخر ولا يهدد أو يغضب إذا لم تنفذ أوامره.

والفكرة الرابعة علم ابنك استخدام معيار رضا الله على ما يفرضه الصديق المتسلط، فلو قال له جرب التدخين ولو نفخة واحدة أو جرب أن تشاهد هذا الفيلم الإباحي أو جرب أن تشرب شربة واحدة من الكحول، فيرد عليه بقوة (أنا أفعل ما يرضي ربي ووالدي)، والفكرة الخامسة أن تعلم ابنك أن يقول كلمة (لا)، وخاصة عندما يفرض الصديق سيطرته عليه حتى ولو كان خارجا معه وطلب منه عمل شيء خاطئ فلا تستجب له، وإذا ضغط عليه فمن حقه أن يتركه.

والفكرة السادسة علم ابنك أنه في حالة استمرار الصديق المتسلط في تسلطه وضغطه فعليه أن يكون من حقه مقاطعة صداقته والكلام معه ويكتفي بالسلام عليه، والفكرة السابعة والأخيرة أخبره في حالة لو أراد إنهاء صداقته فيكون ذلك بطريقتين، الأولى مواجهته وإخباره بإنهاء الصداقة ويفضل أن يكون وحده عند الحديث معه، والثانية البعد عنه وتجنب أماكن تواجده من غير إخباره، وهناك معلومة في الصداقات مهم جدا أن تخبرها ابنك وهي أن كل علاقة بين اثنين عندما تقطع فإن أحدهما يشعر بالحزن، فإذا شعر ابنك بالحزن فأخبره بأن هذا أمر طبيعي فطالما أنك تركته لله فالله يعوضك خيرا منه، فهذه سبعة أفكار وحلول عملية تساعد ابنك حتى لا يسيطر عليه الصديق المتسلط، وإذا شعرت أن ابنك ما زال غير ناضج ولا يستطيع التمييز بين الأصدقاء فساعده من خلال مصادقة أصدقائه للتعرف عليهم وساعده في التحليل والتشخيص لشخصية أصدقائه.


«22» فكرة سهلة في التربية الإيمانية للأبناء

$
0
0

سألت بعض الأصدقاء والأقارب ما العمل الديني الذي كان يعمله والدك أو والدتك وأثر فيك وساهم في زيادة إيمانك وتدينك؟ فتنوعت الإجابات وكانت إجابة الأول أنه قال: كانت أمي تذكرنا بأذكار الصباح والمساء دائما ونرددها معها، وكانت تدعو لنا أثناء خروجنا من المنزل للمدرسة وتقول (عسى الله يحفظكم وينجحكم) وكان والدي دائما يردد الدعاء (اللهم اجعل أبنائي صالحين بارين بوالديهم)، وكان يؤثر بي سماع صوت الباب وخطوات قدم أبي عندما يدخل البيت عائدا من صلاة الفجر، وكانت أمي دائما تقرأ المعوذات وتحصننا وتمسح علينا.

وقال الثاني: نحن نعرف يوم الجمعة من الأعمال التي كانت أمي تفعلها، فكنا نشتم رائحة البخور الطيبة، ويكون التلفاز مفتوحا على خطبة الجمعة بالحرم المكي بصوت عال، وكان الوالد يجمعنا لقراءة سورة الكهف ثم نزور العائلة والأرحام، فكان يوم الجمعة له طابع خاص في حياتي وهذا ما حرصت علي فعله مع أبنائي اليوم كذلك.

وقال الثالث: أكثر ما أثر فيّ من تصرفات والدي أنه كان في رمضان يخرج الزكاة، وكان يجمعنا ونحن أطفال ويطلب منا أن نحسب الأموال ونساعده في وضعها بالظرف ثم يطلب منا أن نكتب علي كل ظرف اسم الشخص المستحق للزكاة، فتأثرت بهذا الموقف كثيرا وكنت كذلك أسمع صوت الماء وقت وضوء والدي وذكره ودعائه لله بعد الوضوء، وكان أبي وأحيانا أمي تجمعنا لصلاة الجماعة بالبيت ونحن صغار وكنا نلعب بحضنهم ونشاهدهم وهم يجلسون بعد الصلاة للذكر، فكانوا يحسبون الذكر بأصابعهم ونحن تعلمنا ذلك منهم فكانوا يقولون 33 مرة سبحان الله و33 الحمد لله و33 الله أكبر، ويختمون بلا إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير.

وقالت إحدى الأمهات: إن أمها كانت تشجعها على قضاء صيام رمضان للأيام التي فطرت فيها بسبب العذر الشرعي، وكانت تصوم معها تشجيعا لها على سرعة القضاء، وقالت: إن جدتها كانت تسكن معها بالبيت وتأثرت كثيرا بها لأنها كانت دائما تقرأ القرآن وتختم في كل شهر مرة، وقالت: أحيانا كنت آخذ سيارة والدي فأول ما أفتحها أستمع لإذاعة القرآن الكريم،

وقالت إحدى الفتيات: إن أكثر شيء كان يؤثر فيها البخور والعطور يوم الجمعة، صورة معلقة لبيت المقدس كلما رأتها والدتها تقول (عسى الله يرزقنا صلاة فيه)، وتقول: إنه عندما يتوضأ والدي أو والدتي لا يغلقون باب الحمام فكنت أشاهد طريقة وضوئهم، ويرددون علينا دعاء الركوب للسيارة ودعاء دخول المنزل بصوت عال حتى نحفظه ونحن صغار، وعند الأكل يذكروننا بأن نأكل باليمين، وكان والدي دائما معه التمر والقهوة وكنا نفرح عندما نتناول التمر معه، وكانت جدتي لا ترضى أن نرمي الطعام إذا انتهينا منه وتأمرنا أن نجمعه ونحن صغار ثم نتصدق به أو نعطيه للدجاج والحيوانات، وكانت تقول (في كل كبدة رطبة أجر) وما كنت أفهم هذه الكلمات ولكن عندما كبرت عرفت أنه حديث نبوي يعني يؤجر الإنسان عندما يطعم الحيوان.

فهذه أفكار بسيطة وسهلة ولكنها عميقة ومؤثرة من خلال التربية غير المباشرة للأبناء، وهي مواقف تتحدث عن نفسها وتؤثر في الأبناء من غير توجيه أو ارشاد مباشر وهو ما نسميه (بالتربية بالقدوة) وهو من أكثر الأساليب التربوية تأثيرا، فينشأ الطفل في جو إيماني ديني محافظ من خلال سلوكيات والديه وأقربائه وجده أو جدته.

كيس البطاطا يعلم العفو والمسامحة

$
0
0

معلمة أن تعلم الأطفال في المرحلة الابتدائية بالمدرسة خلق العفو والمسامحة، فقالت لهم كل واحد منكم غدا يأتي إلى المدرسة ويحضر معه كيسا ويضع فيه من البطاطا بعدد الأشخاص الذين تكرههم، وفي اليوم التالي حضر كل طالب مع كيسه وبعضهم وضع في الكيس بطاطة واحدة وبعضهم بطاطتين وبعضهم خمس بطاطات وهكذا، ثم طلبت المعلمة منهم أن يحملوا هذا الكيس كل يوم من الصباح إلي المساء ولا يتركوه أبدا حتى أثناء المشي أو النوم، فانطلق الأطفال من المدرسة وكلهم حماس لتنفيذ هذا التمرين، وكان كل واحد منهم يحمل كيسه طول اليوم واستمروا على هذا الحال أسبوعا كاملا، وبعد أيام بدأ البطاط يخرج ريحة عفنة فاشتكى الأطفال للمعلمة من كراهية الرائحة ولكنها أصرت على أن يستمروا في حمل الكيس حتى ينتهي الأسبوع.

وبعد أسبوع من التعب والمشقة وضع كل طالب كيسه في الفصل فقالت لهم المعلمة إن هذا التمرين يعلمنا سلبية الكراهية وإيجابية العفو والمسامحة، فاستغرب الأطفال من كلامها ثم بدأت تشرح لهم بأن القلب يكون ثقيلا إذا حمل الأخلاق السيئة مثل الكراهية والحقد لأحد الأقرباء أو الأصدقاء، مثل الثقل الذي شعرتم به أثناء حملكم للكيس طول الأسبوع ورغبتكم في التخلص منه ومن رائحته العفنة، فالكيس نتخلص منه برميه بسلة المهملات والكراهية نتخلص منها بخلق العفو والمسامحة، فابتسم الأطفال وفهموا الدرس جيدا وتعلموا أهمية العفو والمسامحة.

درس عملي جميل قامت به معلمة مميزة، فعلم النفس المعاصر أثبت أن 50% من حالات التعب والإرهاق نتيجة امتلاء القلب بالهموم والمشاغل والأخلاق السلبية، ولهذا كان من خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يجزي السيئة بالسيئة وإنما كان يعفو ويصفح عليه السلام، والقرآن بين لنا أن خلق العفو قريب من خلق التقوى وهو من أعظم الأخلاق قال تعالي (وأن تعفوا أقرب للتقوى)، فخلق العفو من الأخلاق الصعبة والتي تحتاج لمجاهدة النفس، وخاصة إذا كان الغلط أو الإيذاء من قريب أو صديق أو زوج فإن الأثر يكون أكبر والعفو يكون أصعب.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو كم مرة يمكننا أن نعفو عمن آذانا؟ والجواب عن هذا السؤال أنه لا يوجد عدد محدد لمرات العفو، فالعفو قضية اختيارية والهدف من العفو هو الإصلاح، فعندما نعفو عن شخص يفترض أنه استفاد من هذا العفو ليستقيم سلوكه ولا يكرر إيذاءه مرة أخرى، فإن استمر في الإيذاء فيعنى ذلك أنه لم يستفد من العفو في إصلاح خطئه، ولهذا نلاحظ أن يوسف -عليه السلام- على الرغم من شدة المعاناة التي عاشها بسبب رمي إخوانه له في الجب إلا أنه عفا عنهم وقال: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم) فاعتذر له إخوانه واستقامت حالتهم، وكذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عفا عن قومه عندما فتح مكة وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهذا كان أول عفو في العالم بعد إيذاء استمر أكثر من 20 سنة، فلا مانع من تكرار العفو بشرط أن لا يترتب على العفو إهانة من يؤذيك أو عدم احترامه لك.

وأذكر مرة اشتكى لي شخص من عدم قدرته على نسيان من أساء إليه فقلت له من الوسائل التي تساعدك على نسيان الإيذاء ومسامحة من أخطأ في حقك أن تذكره بالخير أمام الآخرين، وأن تدعو له وأن تقدم له هدية حتى تكسر ما في نفسك من هم أو كراهية تجاهه، وتستمر بمثل هذه الوسائل حتى تتجاوز المشكلة.

من يقنع الديك أني لست حبة قمح؟!!

$
0
0

من القصص الطريفة أن رجلا كان مصابا بمرض نفسي فلا يرى نفسه إنسانا وإنما يراها حبة قمح، وكان يهرب من الدواجن خوفا من الهجوم عليه لتأكله، فأخذه أهله لطبيب نفسى لكي يعالج مشكلة الخيال والوهم عنده، وبعد عدة جلسات تمت معالجة المشكلة وصار ينظر لنفسه على أنه إنسان، وفي يوم من الأيام كان يمشي في الطريق فرأى ديكا يمشي خلفه فهرب منه خائفا، فقيل له: لماذا تهرب من الديك وقد تمت معالجتك من المرض؟ فأجاب: صحيح أني أنظر لنفسي على أني إنسان وتمت معالجتي ولكن من يقنع الديك بأني أنا إنسان ولست حبة قمح؟!

فهذا الرجل على الرغم مع علاج مشكلة نظرته لنفسه إلا إنه مازالت مشكلة نظرة الآخرين له قائمة ولهذا هو ما زال مقتنعا أن الديك يراه كحبة قمح، وأكثر هذه الحالات غالبا ما يكون سببها المرحلة الطفولية التي عاشها الإنسان في بيته وهو طفل، فربما كان يعامله أهله معاملة فيها تحقير وإهانة وشتم وضرب والتقليل من شأنه والاستهزاء بشخصيته أو شكله، فينشأ ضعيف الشخصية مهزوز الثقة ويتخيل نفسه مهانا وأن الآخرين أفضل منه.

يحكي لي أحد الأصدقاء أن فتاة جاءت إليه تقول له أريد أن أنتحر لأنه لا قيمة لي في هذه الحياة، فلما تحاور معها لاحظ أنها قد تلقت إهانات من والديها وإخوانها وكانت مضطهدة في بيتها فكرهت الحياة، فلما حاول إقناعها بأن لها قيمة رفضت كلامه وقالت له أصلا لو عكست كلمة (انتحار) للاحظت أن عكسها (راحتنا) فاستغرب من ذكائها وقال لها طالما أن هذا ذكاؤك فإن الانتحار في حقك خطأ لأنك ذكية جدا وعبقرية، فناقشها بفكرة ذكية وقال لها لو بعتك كقطع غيار كم يكون سعرك؟ فقالت: ماذا تقصد؟ قال: لو بعت عينيك ويدك وقدمك وشعرك وقلبك كم ستحصلين من المال؟ قالت: كثير فرد عليها: إذن أنت غالية وثمنك كبير فكيف تقولين أنه لا قيمة لك بالحياة؟!

يقول صاحبي فكان هذا الحوار سببا في تغيير نظرتها وصورتها لنفسها وصارت متفائلة وإيجابية بالحياة، فإذن نحن نحتاج عندما نربي أبناءنا أو نتعامل مع أصدقائنا أن لا نعيش بمنطق (من يقنع الديك بأني حبة قمح) وإنما ينبغي أن ننظر لأنفسنا نظرة إيجابية ونستفيد من قدراتنا ومهاراتنا، ومع هذا كله يبقى هناك صنف من الناس لا يتقبل تغيير الآخرين حتى لو تغيروا، ويريد أن يعيش علي الصورة التي كان يراها عن ذلك الإنسان بالماضي، ففي مثل هذه الحالات لا ينبغي أن نتعب أنفسنا بإقناعه وإنما علينا أن نتركه للزمن فالزمن كفيل بأن يغير الصورة التي بذهنه بعدما يرى المواقف للشخصية الجديدة بنفسه.

ونرجع مرة أخرى لأهمية التربية وخاصة الكلمات والعبارات التي يسمعها الطفل وهو صغير فلو رددنا عليه عبارة بأنه حبة قمح سيعيش طول عمره بهذه الصورة وسيكون مهزوز الثقة ضعيف الشخصية، فلننتبه لعباراتنا وكلماتنا وهذا ما كان يحرص عليه نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- (فقد قال عبدالله بن عامر -رضي الله عنه-: إنه دعته أمه يوما ورسول الله قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله: وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله: أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة) فالكلمة الطيبة والصادقة هي التى تبني الإنسان.

غرامة 10000 دولار للتجسس على هاتف الزوج

$
0
0

امرأة سويسرية اطلعت على رسائل زوجها الغرامية مع نساء أخريات فعلم زوجها بذلك فقدم ضدها شكوى لأنها خرقت خصوصيته بتجسسها على هاتفه، فقضت المحكمة ضدها بغرامة 10000 دولار بسبب فتح هاتف زوجها من غير إذنه واطلاعها على رسائله الخاصة بصفة متكررة، وقامت بتحميل وتصوير الرسائل التي رأتها، وقد تم تخفيض الغرامة النهائية إلى 1600 دولار فقط.

لو طبقنا هذا القانون في بلادنا فكم امرأة تتوقعون ستدفع هذه الغرامة لزوجها بسبب تجسسها على هاتفه؟ لكل فرد ممتلكاته الخاصة، ولا يحق لأي طرف أن يعتدي على ممتلكات الآخر إلا بإذنه، والإسلام احترم الخصوصية وحرم التجسس لأن كل إنسان يمر بلحظة ضعف قد يرتكب فيها خطأ، فعندما نتجسس عليه ونطلع على أسراره وعيوبه ثم نحكم عليه فيكون حكمنا عليه خطأ، فالأصل أن نوازن بين إيجابيات الإنسان وسلبياته ثم نحكم عليه.

فاحترام حرية كل طرف للآخر وممتلكاته من أساسيات الزواج الناجح، ولهذا الإسلام احترم الملكية الفردية والفكرية لكل زوج؛ فلا يحق لأحد الزوجين أن يصادر ممتلكات الآخر سواء أكانت مالية أم أدبية وفكرية، فالحرية بين الزوجين تعني أن يسمح كل طرف للآخر أن يكون مختلفا، ومن الخطأ أن يلزم الزوج زوجته بشخصيته وذوقه وسلوكه، فالقيم في الزواج ليست بالضرورة أن تكون متساوية حتى يكون الزواج ناجحا، فلو كانت متساوية فهذا حلم أو أمنية كبيرة، ولكن الأصل أن لا تكون متساوية وتكون العلاقة بين الطرفين مبنية على التفاهم والاحترام وحسن المعاملة، ولا نتصور أن يكون أحد الزوجين نسخة طبق الأصل من الآخر.

إن من أكبر أسباب قتل الحب بين الزوجين هو سيطرة أحد الزوجين على الآخر سواء أكان الدافع في هذه السيطرة الحماية أم الغيرة أم الشك أم الحب، فمهما كانت الدوافع فإن النتيجة واحدة وهي قتل الحب بين الزوجين، وقد عشت قصصا كثيرة للطلاق بين زوجين على الرغم من حبهما لبعضهما البعض، ولكن السبب الذي منعهما من الاستمرار كان حب السيطرة والتملك والتجسس، فهذا سلاح أشد من السلاح الكيماوي لتدمير العلاقة الزوجية.

فنحن لا نشجع العلاقة العاطفية التي تكون خارج إطار الزواج، ولكن في نفس الوقت لا يصح أن نعالج الخطأ بخطأ أكبر منه، فكم من زوجة خسرت زوجها وزواجها بسبب تجسسها على هاتفه، وأذكر أن امرأة دخلت علي المكتب يوما تبكي، فقلت لها لماذا تبكين؟ قالت: من كثرة تجسسي على هاتف زوجي صار عندي (وسواس التجسس)، فحتى لو كان زوجي صادقا صرت مستمرة في التجسس عليه حتى تحول التجسس عندي إلى مرض.

فسلامة الزواج بسلامة العلاقة واحترام الخصوصية وإن كان أحد الزوجين مخطئا فإن الله يحاسبه، لو اعتمد الزوجان هذا المبدأ فإن زواجهما سيستقر، وهذا المبدأ يريح كلا الزوجين لأن الأصل أن نحكم على الإنسان بالظاهر ولا نتجسس عليه لنطلع على أسراره، لأن التجسس يهدم العلاقة الزوجية، وقد نهى النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن يدخل الزوج بيته عند عودته من السفر ليلا حتى لا تظن زوجته أنه يتخونها أو يشك بها حماية للعلاقة الزوجية فقال عليه الصلاة والسلام: «إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا» وفي رواية «نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم» فهذا الحديث النبوي لو عملنا به لحفظ بيوتنا من الانهيار التجسسي، فقد حارب النبي عليه الصلاة والسلام الظن في التجسس فكيف بالتجسس نفسه.

كيف أعلم ابني التعبير عن مشاعره؟

$
0
0

قالت الأولى: ابني سريع البكاء، وقالت الثانية: ابنى سريع الغضب، وقالت الثالثة: ابني إذا غضب صمت لا يتكلم، كل هذه المواقف تدل على أن الطفل لم يتعلم كيف يعبر عن مشاعره، وتعليم الطفل الحديث عن مشاعره مسألة ليست سهلة؛ لأن الناس في الغالب تحب أن تعبر عن أفكارها وليس عن مشاعرها، ومن يعبر عن مشاعره فإنما يعبر عن شيء في داخل نفسه، ولعل التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال اليوم ساعدت الكثير على التعبير عن مشاعرهم، ولكن من خلال الرموز وليس الكلام، مثل الرموز الموجودة بـ «الوتس أب» وباقي الشبكات الاجتماعية بالوجه الضاحك أو الغاضب والقلب الأحمر أو الأخضر والورود والأشكال.

ونحن يهمنا أن نعلم الطفل التعبير بالكلام، فالطفل من عمر 2-6 سنوات يعبر بالصراخ والغضب والبكاء والضرب لكي يوصل رسالته، ولعل هذه أصعب مرحلة في تدريب الطفل على التعبير الصحيح عن مشاعره وبطريقة صحيحة غير العصبية والصراخ، أما الطفل بين عمر 7-10 سنوات فإنه يفهم كيف يعبر عن مشاعره ولديه القدرة على فهم مشاعر الآخرين، ويستطيع مواجهة الشجار مع الآخرين وإيجاد الحلول، وفي هذه المرحلة نحتاج أن نساعده على التعبير الصحيح أو نوضح له لو أخطأ في التعبير عن مشاعره، أما الطفل بين عمر 11-15 سنة ففي الغالب يكون لديه مشاعر متقلبة ولا يرغب أن يملي أحد مشاعره عليه، وفي هذه الحالة علينا أن نستوعبه ونشعره بأننا متفهمون لمشاعره ونوضح له التقلب الذي يعيشه.

ولهذا، من الأخطاء التي يرتكبها المربي أن يسكت طفله إذا بكى، ففي هذه الحالة نحن لا نعالج المشكلة، بل نربي الطفل على عدم التعبير عن مشاعره، فبكاؤه عبارة عن تعبير عما في نفسه فلو كان البكاء في الوقت الصحيح فإننا نشجعه على البكاء، أما لو كان البكاء في الوقت الخطأ فإننا نتحاور معه ونشرح له الطريقة الصحيحة في التعبير عن مشاعره غير البكاء، ونوضح له أنه اختار وسيلة خاطئة في التعبير عن مشاعره.

ومن الأساليب الذكية في تعليم الطفل التعبير عن المشاعر: أن تبدأ أولا بعرض المصطلحات للمشاعر وشرحها لطفلك مثل: (حزين، ملل، وحيد، سعيد، محب، حساس، متفائل، مزاجي، منفعل، محبط، مشوش، خائف، مصدوم، متردد... وهكذا)، بعد هذه الخطوة ننتقل لتدريبه بالتعبير عن مشاعره إما بالكلام أو بالرسم أو بالكتابة، وأذكر أحد الآباء خصص دفترا لابنه سماه دفتر التعبير عن مشاعري، وكان الطفل يكتب فيه مشاعره كلما فرح أو حزن.

وإذا كبر الطفل فإن مشاعره تتأثر بذكرياته أو خبراته الشخصية أو المعتقدات، ولهذا تعليم الطفل كيف يعبر عن مشاعره يساعده على أن يعيش بصحة نفسية وسلام داخلي، ولعل أول يوم يدخل فيه للمدرسة يعتبر فرصة ذهبية للتربية لأن مشاعره في هذا اليوم تكون مختلطة بين خوف وحزن وقلق وسعادة، ورسولنا الكريم وجهنا للتعبير عن مشاعرنا فقال «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» ولما توفي ابنه إبراهيم دمعت عيناه، فالتفاعل العاطفي قيمة تربوية رائعة؛ لو أحسنا التعبير عن مشاعرنا.

Viewing all 49 articles
Browse latest View live